شعارات المطالبة بالإفراج عن رجال الأعمال تسيطر على مسيرة أحزاب المعارضة (ربورتاج مصور)[2009-12-23 18:00:00 ]23 كانون الأول (ديسمبر) 2009
نظمت منسقية أحزاب المعارضة هذا المساء، مسيرة إنطلقت من أمام دار الشباب الجديدة إلى "ابلوكات"، يتقدمها قادة الأحزاب المكونة للمنسقية، والذين من بينهم مسعود ولد بلخير رئيس الجمعية الوطنية، رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي، أحمد ولد داداه رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية، يحيى ولد أحمد الواقف رئيس حزب "عادل"، محمد ولد مولود رئيس حزب اتحاد قوى التقدم، سيدينه ولد محم رئيس حزب الإصلاح، با ممادو الحسن رئيس الحزب الحرية والديمقراطية والمساواة، ولوليد ولد وداد رئيس حزب تجمع الشعب. وقد سيطرت لافتات وصور المعتقلين من رجال الأعمال على المسيرة، فيما لوحظ غياب قواعد بعض الأحزاب الكبرى المؤسسة للمنسقية.
رئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير إنتقد بشدة في مداخلته، ما أسماه استشراء الظلم والحيف واضطهاد الناس منذ تولي الرئيس محمد ولد عبد العزيز مقاليد الحكم في البلاد، قائلا إن موريتانيا تمر بأسوء مراحلها التاريخية علي الإطلاق. مضيفا القول: "لقد عارضت ولد الطايع عشرين سنة وعارضت العقيد اعل ولد محمد فال وعارضت الظلم الذي عانت منه شرائح كثيرة. لكن لم أشاهد في حياتي أسوء من المرحلة الحالية ولا أشنع ظلما مما يمارسه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز علي كافة أطراف المشهد السياسي". داعيا الحكومة إلى: "وقفة جادة لمراجعة الذات والتعاطي مع الدولة بعقلية تختلف عن عقلية التاجر الذي لا يهتم بغير الربح وتحصيل الفوائد من السكان"، مضيفا القول: "لقد نصحت الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز وأبلغته معارضتي للفساد بكل أنواعه لكن الظلم كالفساد لا يمكن أن تقوم به الدول، وطالبته بأن يترك الملف للقضاء، لكنه أصر علي تحويل المسألة إلى قضية شخصية، ينتقم بموجبها من بعض رجال الأعمال المشهورين ويحاول تكريس الواقع الذي فرضه بموريتانيا منذ شهور".
وقال مسعود إن: "البلاد شهدت مرحلة قاتمة من تاريخها أنهارت فيها القيم وانهارت كل مقومات الأمن. لقد أوهمونا، بأن سبب انقلابهم على سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله كان بسبب انفلات الأوضاع أمنيا، لكن متى ذبح الجنود وفخخت أجسادهم؟ أليس في عهد ولد عبد العزيز؟!. متى قتل الأمريكيون وسط العاصمة؟ أليس في عهد الرئيس ولد عبد العزيز؟!. متى خطف الأسبان، والإيطاليون، وأستهدف الفرنسيون؟"، ساخرا من بيان الحكومة الذي تعهدت فيه بضمان سلامة الرعايا والسكان قائلا: "اللهم إن أمني عليك ربنا لا علي عزيز". وقال مسعود، إن السبب في انهيار الأمن هو ما عبر عنه الرئيس الموريتاني ذاته، قلة كفاءة القادة الأمنيين وضعف الوسائل الموجودة لدي الأجهزة الأمنية وانخراطهم في الحياة السياسية، في وقت تعيش فيه البلاد موجة من فقدان الأمن غير مسبوقة على الإطلاق.
مضيفا أن: "تدهور الأمن الحقيقي سيكون ردة فعل الأطراف الإقليمية إذا أنجرف ولد عبد العزيز بموريتانيا إلي موقف ينافي الحياد الذي انتهجته منذ سنوات". مناشدا الرئيس ولد عبد العزيز، بعدم الزج بموريتانيا في حرب جديدة مع الصحراء، من خلال خرق الحياد الذي دأبت عليه الأنظمة، قائلا إن الخراب قريب من البلاد إذا خرق الحياد.
رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه، قال إن هذه الوقفة تعبير عن إحساس الشعب الموريتاني بالظلم والغبن والغطرسة، مضيفا ان رجال الاعمال تم اختطافهم والتعامل معه على اساس قرابتهم برئيس سابق. معلنا أن على السلطة ان تفهم سواء كانت شرعية أو فعلية أن الشعب لن يقبل بتغيير القيم، وتدمير الحلم الديمقراطي. ووصف ولد داداه رجال الاعمال بأنهم رجال محترمين ووطنيين، ومحوريين في النسيج الاقتصادي للبلاد. منتقدا الأوضاع العامة التي تعيشها موريتانيا، مطالبا بـ"توفير العدالة وفق أسس قويمة وعدم تصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين"، مضيفا القول: "إننا كما يعلم الجميع نعارض الفساد لكننا وبنفس المستوى نعارض ظلم شخصيات وطنية بدون وجه حق" مطالبا بـ "الاحتكام لمنطق العقل والقانون والديمقراطية".
وهذه صور من المسيرة: